شخصيات نايف حواتمة

 
 

(1938 -     )

ولد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1938 في السلط بالاردن سياسي يشغل منصب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي أسسها سنة 1969 بعد انشقاقه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. يعتبر من المناهضين لاتفاقية أوسلو. يمثل حواتمه حاله غريبة في الحياه السياسية الأردنية والفلسطينية فهو مسيحي اردني المولد والأصل ولكنه يرأس جبهة تحرير فلسطينية. ينتمي حواتمة إلى قبيلة الحواتمة العربية المسيحية ذات الأصول البدوية التي تتبع لكنيسة الروم الأرثوذكس.

انتمى حواتمه إلى حركة القوميين العرب التي نشأت كرد فعل مباشر على هزيمة العرب ونكبة فلسطين ، وكان لا يتجاوز في عمره الستة عشر عاماً ، وتحمّل المسؤولية الكاملة التنظيمية عن قيادة حركة القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي الوطنية في الأردن في نيسان 1957 ، ولم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر ، وفي شباط 1958 كان هناك ضرورة للاختفاء وللحياة التنظيمية السرية بعدما تعرضت الحركة للملاحقة في الأردن ، وتم الاختفاء الكامل لفترة ليست قصيرة وهنا صدر حكم الإعدام الأول على نايف حواتمه في الأردن وتم اعتقال عدد من أشقائه لفترات طويلة.

بفعل التداعيات المتلاحقة دخل حواتمه سراً إلى دمشق ومنها إلى طرابلس في شمال لبنان على رأس قافلة مسلحة مشياً على الاقدام من حمص السورية. وشكل جبهة قتال مشتركة مع الرئيس رشيد كرامي وحزبه حركة التحرير العربية ومع أحزاب البعث في شمال لبنان في اضطرابات لبنان في 1958. ولاحقاً انتقل إلى بغداد (بعد رحيل شمعون والمصالحة بين اطراف الصراع المسلح في لبنان) في إطار الحركة القومية وتحمّل هناك المسؤولية الكاملة عن أوضاع حركة القوميين العرب في العراق ، وهناك تم الاعتقال الأول لحواتمه " 14 شهراً " في الصراع ضد دكتاتورية عبد الكريم قاسم.

خرج من سجون دكتاتورية عبد الكريم قاسم يوم 8 / 2 / 1963 بعد انقلاب البعث الأول المتحالف مع عبد السلام عارف . وأصدر صحيفة " الوحدة " التي عاشت نحو ( 27 ) يوما ثم أغلقت على يد نظام البعث في العراق ، وتم الاعتقال الثاني في عهد ائتلاف عارف مع البعث بسبب ما كان يصدر عن الصحيفة وعن حركة القوميين العرب في العراق والتي كان حواتمه قائدها . ومن ثم أبعد إلى مصر ومنها إلى لبنان . حيث صدر حكم إعدام آخر بحقه بعد إبعاده من العراق بفترة غير قصيرة.

يعتبر حواتمه أحد أبرز أقطاب اليسار الناشئ في الحركة القومية الحديثة ( في اقطار المشرق العربي ) حيث قاد الجناح الديمقراطي الثوري في صفوفها ، وفي اليمن ساهم في معركة تحريره من الاحتلال البريطاني وساهم بإعداد برنامج المؤتمر الرابع لسلطة اليمن الجنوبي بعد الاستقلال مباشرة.

وبعد هزيمة العام 1967 وانفتاح افق الثورة الفلسطينية رداً على الاحتلال الاسرائيلي ، وجواباً بديلاً عن هزيمة الانظمة العربية ، انتقل للعمل في ساحة الصراع الساخنة وفي إطار فروع الحركة القومية في فلسطين والأردن . وفي مؤتمر اغسطس (آب) 1968 المشترك للتيارين اليساري الديمقراطي واليميني التقليدي في ائتلاف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (فرع القوميين العرب الفلسطيني – الأردني) قدم نايف حواتمه التقرير السياسي والتنظيمي وتقرير المهمات والعمل ، حيث نجح حواتمه في لعب الدور المحوري وتطوير دور ووزن الجناح اليساري في إطار الحركة القومية . وعند الارتداد عن نتائج مؤتمر أغسطس (آب) 1968 واستخدام أشكال من القوة والعنف ، أعلن حواتمه استقلال التيار اليساري تحت اسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 22 فبراير (شباط) 1969.

ومنذ ذلك الحين تحولت الجبهة الديمقراطية تحت زعامة حواتمه إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار ائتلاف منظمة التحرير وفي إطار الثورة والشعب الفلسطيني ، ولعبت دوراً أساسياً في صياغة برامج ومهمات الثورة والمنظمة وفي حياة الكفاح الوطني الفلسطيني ومعارك الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب في الأرض المحتلة كما في الأردن وفي لبنان بالمراحل الزمنية المختلفة وفي إطار الانتفاضة والعمل الجماهيري والشعبي ضد الاحتلال والاستيطان .
وفي سبتمبر (ايلول) 1970 قامت السلطة الاردنية بالحرب الشاملة على المقاومة الفلسطينية ، واصدرت بياناً خاصاً بالقاء القبض على حواتمه حياً او ميتاً وأعلنت رصد مبلغ كبير لمن يقوم بذلك ، وكان هذا حكم الاعدام الثاني على يد السلطة الاردنية.

وواصل دوراً فاعلاً مبادراً في الحلول والبرامج التي تقررت في مؤسسات منظمة التحرير وخاصة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان الاستقلال نوفمبر (تشرين الثاني) 1988 وقرارات أسس التسوية السياسية للمجلس الوطني سبتمبر (ايلول) 1991 ، ومشاريع البديل الواقعي لاتفاقات اوسلو وسياسة الخطوة خطوة.
 فاجأ الملاحظين سنة 1999 اثناء جنازة الملك حسين بمصافحته رئيس إسرائيل آنذاك عيزر وايزمان.