مدن وقرى  حيفا

   

حيفا مدينة كنعانية قديمة من مدن ما قبل التاريخ مقامة على جبل الكرمل، حيث عثر المنقبون على آثار حضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (نصف مليون سنة إلى 15 الف سنة ق.م). والكنعانيون هم أول من سكن حيفا وديارها وبنوا وعمروا الكثير من مدنها وقراها.

تقع مدينة حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال فلسطين وهي ثالث كبرى مدنها بعد القدس ويافا. وهي نقطة التقاء البحر المتوسط بكل من السهل وجبل الكرمل، وهذا جعلها نقطة عبور إجبارية، إذ يقل اتساع السهل الساحلي عن 200 متر، كما أن موقعها جعل منها ميناء بحرياً أصبح الأول في فلسطين، كما جعل منها بوابة للعراق والأردن وسوريا الجنوبية عبر البحر المتوسط، وهي ذات أهمية تجارية وعسكرية طوال فترة تاريخها، ولهذا تعرضت إلى الأطماع الاستعمارية بدءاً من الغزو الصليبي وحتى الاحتلال الصهيوني.

لقد انتقلت حيفا في أوائل القرن العشرين من قرية متواضعة لصيّادي الأسماك إلى مرفأ مهم حيث أصبح ميناؤها الحديث الذي افتُتِح عام 1933 من أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسّط.
ارتبطت حيفا بشبكة طرق مُعبّدة وخطّ حديد القنطرة- غزة- اللّد- حيفا ومنها إلى بيروت. وفي حيفا تم بناء مصفاة لتكرير البترول عام 1933. وعلى ساحلها ينتهي خط أنابيب بترول العراق، كركوك، المتوقف حاليًا. كلّ ذلك ساهم في تطور ونمو حيفا واتّساع التجارة والصناعة فيها.
ومن الصناعات التي قامت في المدينة صناعة الإسمنت والسجائر والمغازل والأنسجة. وحيفا كانت مركزًا نشيطًا للحركة الثّقافية والسياسية والعمالية، وعلى أرضها قامت المنظمة الثّورية التي أسسها الشيخ عز الدين القسام.
كانت حيفا من كبريات المدن الفلسطينية قبل عام 1948، تضم 18 عشيرة و52 قرية، دمر منها العديد من القرى لإقامة المستوطنات الإسرائيلية، حيث أصبحت تضم 90 مستوطنة، ومازالت اليوم ثالث أكبر مدينة فلسطينية من حيث عدد السكان، بعد القدس وتل أبيب، وهي مركز صناعي وتجاري رئيسي.
وبتاريخ 21 أبريل (نيسان) 1948 أبلغ الحاكم العسكري البريطاني العرب قرار الجلاء عن حيفا في حين كان قد أبلغ الجانب الصهيوني بذلك قبل أربعة أيام وكان هذه الإعلان إشارة البدء للقوات الصهيونية خطتها في الاستيلاء على المدينة وكان لها ما أرادت. وخرج من حيفا حوالي 50 ألف عربي فلسطيني وبقي فيها أقل من ثلاثة آلاف.

ويسكن الآن في حيفا وضواحيها حوالي 535 ألف نسمة منهم 53 ألف عربي فلسطيني.