مدن وقرى  أسدود

   

تقع اسدود شمال غزة على الطريق بين يافا وغزة، تبعد عن مدينة غزة 42 كيلومتراً ، ترتفع 42 متراً فوق مستوى سطح البحر وتبعد عن شاطئ البحر المتوسط حوالي5 كليومتر، وإلى الجنوب من نهر صقرير بـستة كيلو مترات، وترتبط بمدينة القدس بطرق معبدة، وبها خط للسكة الحديد الذي كان يمتد من القنطرة إلى حيفا.
وقد جاءت كلمة اسدود من الكلمة الكنعانية اشدود التي تعني الحصن أو القوة، وقد عرفت بأسماء أخرى فقد أطلق عليها اليونانيون في عهد الاسكندر المقدوني باسم أزوتوس وعرفت عند كتاب المسلمين باسم اسدود. يرجع تاريخ المدينة إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد ويعتبر العناقيون من أقدم من سكن المدينة.
في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وقعت اسدود تحت سيطرة الفلسطيين القادمين من جزيرة كريت، وأصبحت إحدى مدنهم الخمس الرئيسية وجعلوها مركزاً لعبادة الههم داجون، وفي العام 1050 ق.م. تمكن الفلسطيون من الانتصار على اليهود الذين هاجموا المدينة في معركة رأس العين قرب يافا واستولوا على تابوت العهد الذي كان يحفظ فيه اليهود شرائعهم ووضعوه في هيكل داجون، وقد دلت الحفريات الأثرية أن مدينة اسدود كانت على جانب كبير من الحضارة والغني المادي إلا أن وقوعها على الطريق الساحلي جعلها تقاسي كثيراً من الحروب التي نشبت بين الفراعنة المصريين والآشوريين.
وفي سنة 715 ق.م، أثار شبانا الفرعون المصري ثورة ضد الآشوريين واستمال اليه ملك اسدود "آسوري" إلا أن الملك سرجون الثاني استولى على المدينة عام 711 ق.م،واخضع ملكها إليه.
بعد ذلك هوجمت اسدود من قبل الملك المصري ابسمتيك الأول 663-609 ق.م. وتعرضت لأطول حصار عرفه التاريخ، حيث استمر لمدة 29 عاماً .
وفي القرن الرابع قبل الميلاد خضعت لسيطرة الاسكندر المقدوني. وفي عام 165 ق.م. استولى المكابيون على المدينة وقاموا بتدميرها وهدم أسوارها. وفي عام 63 ق.م. دخلت مدينة اسدود تحت الحكم الروماني، حيث استولى عليها القائد الروماني بومبي وجعلها جزءاً من ولاية سوريا، وقد وجدها الرومان مدينة مهدمة فأمر القائد الروماني غابينوس ببنائها عام 55 ق.م. وفي عام 38 ق.م. دخلت المسيحية مدينة اسدود و تنصر سكانها مع غيرهم من سكان الساحل من اسدود إلى قيسارية ، وفي القرن الرابع الميلادي كانت مركزاً لابرشية واشترك أسقفها الأول سيلفانوس في مجمع نيفيه عام 325 م ، وفي عام 400 أصبحت اسدود مركزاً لعدد من القرى حولها وهي عامر وقطرة وأذنبة.
في القرن السابع الميلادي دخلت اسدود في حوزة المسلمين وكانت محطة للبريد بين مصر والشام. وذكرها المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم."ازدود بين البلدان التي كان فيها ربط للمسلمين، محصنة بالأبراج على الشواطئ الفلسطينية في القرن الرابع الهجري".
ثم فقدت المدينة أهميتها بعد ذلك،وعندما احتلها الصليبيون عام 1118م وجدوها قرية صغيرة فعسكروا فيها مدة ثلاثة أشهر .
أما الآن و في أعقاب حرب 1948، فقد أقيمت شمال بقايا المدينة القديمة في عام 1956 مدينة وميناء اشدود. ويبلغ عدد سكان أشدود في 2005 حوالي 200 ألف كلهم من اليهود.